جهود يوسف نوفل في تحليل النص الشعري

تشكلت جهود العديد من النقاد العرب في العصر الحديث، خاصة مع ظهور القصيدة العربية في ثوب جديد صعُب على فحول شعراء العصر إقرارها والإيمان بها، ولم يكن ذلك من سبيل المعارضة العابرة لكل ما يخالف الموروث، ولكنهم نظروا إلى شكل الشعر الجديد في المقام الأول على أنه ثورة على الشعر التقليدي، دونما تطرق أو تعرض لمحاسن تجديد المضمون الشعري ومساوئه، فكان يوسف نوفل من جملة النقاد الذين عاصروا تفاقم السجالات والمعارك الأدبية بشأن قصيدة الشعر بين الشكل الجديد والتقليدي، فتشكلت رؤيته النقدية من خلال عدة ظواهر لعلها شكلت تساؤلات كثيرة عبَّر عنها بالعديد من المؤلفات، وقد ألحت عليه أجوبةُ تلك التساؤلات أن يكون منطقيًا ومحايدًا في أحكامه العامة، لذلك حاول تقصي مظاهر التجديد في النص الشعري منذ بداية العصر الحديث على يد محمود سامي البارودي إلى وقتنا الراهن، كما لا نغفل تسلط الملكة الإبداعية -كونه من النقاد المبدعين- أن يستوعب بنقده الشعرَ العربي الحديث في ثوبيه التقليدي والجديد، اللذين لا زالا قائمين إلى العصر الراهن ، واستنادًا إلى تلك النظرة الكلية التي عبر عنها يوسف نوفل بمؤلفاته؛ هدفتُ إلى دراسة منجزه النقدي حول النص الشعري في العصر الحديث، دراسة في ضوء نقد النقد، ترتكز على مجموعة من الأسباب الداعية لأهميتها.