إمتاع البصر والسمع في شرح المعلقات السبع

صاحب هذا الشرح عالمٌ حجازيٌّ مكيٌّ تولَّى الإمامةَ في المسجدِ الحرام ، ولأسرتهِ مكانةٌ علميةٌ واجتماعيةٌ عالية ، في عصرٍ قلَّ فيه التَّوثيقُ ، وضَعُفَ فيه التأليفُ ، ودَرَسَت فيه الأخبارُ ، فسَدَّ المؤلِّفُ شيئًا من هذا ؛ وأدرجَ في ثنايا شرحه أسماءَ أعلامٍ عاصَرَهم أو تتلمذَ عليهم ، ووثَّقَ شيئًا من أشعارهم ، وحقَّقَ بعضَ المواضعِ الجغرافيةِ في جزيرةِ العربِ عامَّة ، وفي مَكّة المُكَرَّمة والحجازِ بخاصة ، هذا مع ما في أخبارِه من فوائدَ تاريخيةٍ واجتماعيةٍ وسياسيةٍ ، وتميَّزَ الشارح بانفراده في ذكرِ بعض الأسماء والقصائد والروايات والأخبار مما لم يذكره غيره ، هذا وهو الذي ولدَ وترعرعَ وعاشَ وتوفي في أرضِ الجزيرةِ العربية التي هي مَنبعُ هذه المعلقات ومَوطنُ نشأة شعرائها ، ولا تخفى أهميةُ هذا الأمر بدقته في تحديد بعض الأماكنِ ومُسَمَّياتها ، ومن تلك الأمور أن ابن المحبِّ الطبري لم ينَل العنايةَ التي يستحقها ولم يحظ بدراسةٍ مستوفيةٍ لحياته وعلمه ومنهجه في الكتابة الأدبية ومصادره التي استقى منها علومه ، ثمَّ إن هذا المخطوطَ نسخةٌ فريدةٌ وحيدة بخط المؤلف نفسه .