المنظمات الدولية والنزاعات السياسية

المنظمات الدولية والنزاعات السياسية

تأليف:

دعاء بنت محمد

69.00 ر.س وجدت الخلافات بين البشر منذ فجر التاريخ, فقد نازع قابيل هابيل واستخدم القوة فأودى بحياة أخيه. وبظهور الدولة انتقلت الحياة من البساطة إلى التعقيد ، مما أدى إلى بلورة وتنظيم المجتمع الدولي ، بما يكفل توحيد الجهود، للوصول إلى الطموح الإنساني الطامح للسلام دون صراعات، ولقد وجدت الدول في المنظمات الدولية متنفساً من خلاله تنظم جهودها وتوحدها للوصول للأهداف المنشودة فأسهمت هذه المنظمات التي لم تأتِ من فراغ، بل من رحم الحاجة الإنسانية الملحة، التي أسهمت في خدمة الإنسانية على طريق تحقيق الأمن والرفاهية. هذا وقد مر العالم بأزمات وحروب خلفت وراءها ضحايا وخسائر جسيمة، وهكذا كان السلام ومنذ القدم يشكل هدفاً للإنسانية، وقد كان لمأساة الحرب العالمية الثانية أثراً كبيراً نحو إصرار المجتمع الدولي وخصوصاً صانعي القرار الدولي لإقامة الأمم المتحدة والتأكيد على هدفها الرئيسي الذي تمحور حول تحقيق السلم والأمن الدوليين خصوصاً مع بروز أسلحة أكثر تدميراً للحياة الإنسانية. ويعتبر وجود وتكاثر المنظمات الدولية، الذي بدأ منذ القرن 19 وتأكد مع بداية القرن 20، من أبرز خصائص المجتمع الدولي المعاصر. إلا أن التاريخ يمدنا ببوادر التنظيم التي عرفت منذ العصور القديمة، وذلك لدى بعض الكيانات المنظمة سياسياً (خاصة اليونان القديمة) في شكل تحالفات أغلبها دفاعية لأجل الاحتماء ضد الأخطار الخارجية. كما عرفت بعض أشكال التنظيم في المرحلة الثانية من العصور الوسطى بهدف تنظيم التجارة. كان ذلك قبل أن يختلف الأمر تماماً في العصور الحديثة مع قيام الدولة في القرن 16، فقد عرفت تلك المرحلة ظهور أفكار تنادي بخلق منظمة دولية تجمع الدول وتحقق هذه الأخيرة في إطارها علاقات سلمية مثل "مشروعات السلام" التي جاء بها (Emeric Cresset)، إلا أن ذلك لم يكن ممكنا بسبب تشبث الملوك والأمراء آنذاك بالسيادة المطلقة لدولهم بحيث ساد المبدأ السياسي مبدأ التوازن بدل تطبيق فكرة المنظمة الدولية، وهو ما ظل سائدا خلال القرن 18 ثم عرف القرن 19 ثورة صناعية وعلمية تمثلت في تطور هائل لوسائل النقل والاتصال نتج عنها ارتفاعاً كبيراً في المبادلات وظهور احتياجات جديدة. لذا فقد شهد هذا القرن ظهور أولى المنظمات الدولية في شكل مؤسسات لها طابع الاستمرارية، وإن كانت لم تتمتع بالشخصية القانونية أبرزها اللجان النهرية الدولية (اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين) 1815م. كما ظهرت الاتحادات الإدارية التي كان لأغلبها مهام محصورة في مجالات محددة كالاتحاد الدولي للتلغراف 1874م، والاتحاد العالمي للبريد 1875م. وقد سعت المنظمات الدولية على صعيد حل منازعات الدول، التي بدأت تدور حول مختلف المسميات إذ بدأت تظهر منازعات لم تألفها البشرية في تاريخها القديم فالحدود والسيادة وغيرها من المفاهيم الأخرى بدأت تشكل عوامل مساعدة أدخلت الدول في منازعات لا حصر لها، كلفت البشرية خسائر جمة، في نهاية القرن 19 لذا كانت الحاجة ملحة لإيجاد السبيل لتسوية هذه المنازعات، وكل حسب نوعه الأمر الذي حدا بالفقهاء إلى وضع معايير للتمييز بين أنواع المنازعات الدولية. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

وجدت الخلافات بين البشر منذ فجر التاريخ, فقد نازع قابيل هابيل واستخدم القوة فأودى بحياة أخيه. وبظهور الدولة انتقلت الحياة من البساطة إلى التعقيد ، مما أدى إلى بلورة وتنظيم المجتمع الدولي ، بما يكفل توحيد الجهود، للوصول إلى الطموح الإنساني الطامح للسلام دون صراعات، ولقد وجدت الدول في المنظمات الدولية متنفساً من خلاله تنظم جهودها وتوحدها للوصول للأهداف المنشودة فأسهمت هذه المنظمات التي لم تأتِ من فراغ، بل من رحم الحاجة الإنسانية الملحة، التي أسهمت في خدمة الإنسانية على طريق تحقيق الأمن والرفاهية. هذا وقد مر العالم بأزمات وحروب خلفت وراءها ضحايا وخسائر جسيمة، وهكذا كان السلام ومنذ القدم يشكل هدفاً للإنسانية، وقد كان لمأساة الحرب العالمية الثانية أثراً كبيراً نحو إصرار المجتمع الدولي وخصوصاً صانعي القرار الدولي لإقامة الأمم المتحدة والتأكيد على هدفها الرئيسي الذي تمحور حول تحقيق السلم والأمن الدوليين خصوصاً مع بروز أسلحة أكثر تدميراً للحياة الإنسانية. ويعتبر وجود وتكاثر المنظمات الدولية، الذي بدأ منذ القرن 19 وتأكد مع بداية القرن 20، من أبرز خصائص المجتمع الدولي المعاصر. إلا أن التاريخ يمدنا ببوادر التنظيم التي عرفت منذ العصور القديمة، وذلك لدى بعض الكيانات المنظمة سياسياً (خاصة اليونان القديمة) في شكل تحالفات أغلبها دفاعية لأجل الاحتماء ضد الأخطار الخارجية. كما عرفت بعض أشكال التنظيم في المرحلة الثانية من العصور الوسطى بهدف تنظيم التجارة. كان ذلك قبل أن يختلف الأمر تماماً في العصور الحديثة مع قيام الدولة في القرن 16، فقد عرفت تلك المرحلة ظهور أفكار تنادي بخلق منظمة دولية تجمع الدول وتحقق هذه الأخيرة في إطارها علاقات سلمية مثل "مشروعات السلام" التي جاء بها (Emeric Cresset)، إلا أن ذلك لم يكن ممكنا بسبب تشبث الملوك والأمراء آنذاك بالسيادة المطلقة لدولهم بحيث ساد المبدأ السياسي مبدأ التوازن بدل تطبيق فكرة المنظمة الدولية، وهو ما ظل سائدا خلال القرن 18 ثم عرف القرن 19 ثورة صناعية وعلمية تمثلت في تطور هائل لوسائل النقل والاتصال نتج عنها ارتفاعاً كبيراً في المبادلات وظهور احتياجات جديدة. لذا فقد شهد هذا القرن ظهور أولى المنظمات الدولية في شكل مؤسسات لها طابع الاستمرارية، وإن كانت لم تتمتع بالشخصية القانونية أبرزها اللجان النهرية الدولية (اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين) 1815م. كما ظهرت الاتحادات الإدارية التي كان لأغلبها مهام محصورة في مجالات محددة كالاتحاد الدولي للتلغراف 1874م، والاتحاد العالمي للبريد 1875م. وقد سعت المنظمات الدولية على صعيد حل منازعات الدول، التي بدأت تدور حول مختلف المسميات إذ بدأت تظهر منازعات لم تألفها البشرية في تاريخها القديم فالحدود والسيادة وغيرها من المفاهيم الأخرى بدأت تشكل عوامل مساعدة أدخلت الدول في منازعات لا حصر لها، كلفت البشرية خسائر جمة، في نهاية القرن 19 لذا كانت الحاجة ملحة لإيجاد السبيل لتسوية هذه المنازعات، وكل حسب نوعه الأمر الذي حدا بالفقهاء إلى وضع معايير للتمييز بين أنواع المنازعات الدولية.

تفاصيل الكتاب
ردمك (ISBN)9786038215685
دار النشرمكتبة القانون والاقتصاد للنشر والتوزيع
التصنيفالقانون
اللغةالعربية
سنة النشر2022
عدد الصفحات240
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.49
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع