"التعويض عن الضرر الناتج عن الخطأ الطبي في النظام السعودي" دراسة مقارنة

الله سبحانه وتعالى علم الإنسان ما لم يعلم؛ إلا أن كل إنسان لا بد وأن يرتكب الأخطاء، وقد يترتب على هذه الأخطاء أضررًا تصيب الغير؛ ومهنة الطب كغيرها من المهن معرَّضٌ من يزاولها لارتكاب الأخطاء، ولما كانت النفس من الضرورات التي أمر الله سبحانه وتعالى بحفظها؛ لذا فقد وُضعت الأنظمة التي تضبط تصرفات الطبيب وتحدد مسؤوليته. وقد زادت الأخطاء المهنية الطبية في المجتمع السعودي بشكل كبير كما هو الحال في أغلب دول العالم حيث لا يخلو أي مجتمعٍ من الأخطاء المهنية الطبية، وكتابنا هذا سوف يكون مركز على أحد الآثار المترتبة على ثبوت خطأ الطبيب المهني في علاج المريض وهو تعويضه وملاءمة هذا التعويض له قياسًا على خطأ الطبيب المهني والضرر الذي أصاب المريض وكيفية مقاضاته فهذا الكتاب خاص بتعويض المريض عن الضرر الذي أصابه نتيجة للخطأ الطبي المهني وليس أي خطأ آخر، فالمسؤولية التي نقصدها من هذه الدراسة في هذا الكتاب هي المسؤولية الطبية المدنية الناتجة عن العمل المهني الفني الطبي حيث أن هناك مسؤولية جنائية وأخرى إدارية وتأديبية فحدود الدراسة في هذا الكتاب المسؤولية الطبية المدنية متمثلة في خطأ الطبيب أو الممارس الصحي الذي سبب ضررًا للمريض وتعويضه أو تعويض ذويه في حال وفاته وملاءمة هذا التعويض في مقابل الضرر، لذلك كانت أهمية هذا الكتاب لأنه يتعلق بحياة وصحة الإنسان لذا يجب توعية المجتمع للحفاظ على حياة الإنسان لقيمته الكبيرة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بحفظها، وذلك بإلقاء الضوء على حقوق المريض والتزامات الطبيب وكيفية إثبات خطأ الطبيب وكيفية مقاضاته والحصول على التعويض. ومن هذه الأهمية تظهر لنا أهداف الكتاب حيث يهدف لتوعية المجتمع ومعالجة المشاكل التي من أهمها إجراءات الشكوى من وقت حدوث الخطأ الطبي وحتى إقامة الدعوى التي تأخذ وقتًا طويلاً في النظام السعودي، إضافة إلى أن مقدار التعويض الذي يحكم به للمضرور غالبًا لا يتناسب مع حجم الخطأ والضرر وكذلك إجراءات تنفيذ الحكم لتحصيل قيمة التعويض؛ كما أن من أهداف الكتاب أن يكون هذا الكتاب مرجعًا لمن يريد أن يقيم دعوى تعويض عما أصابه من ضرر ناتج عن الخطأ الطبي الصادر من الطبيب أو من الممارس الصحي.