الجرائم المعلوماتية في الاعتداء على الأشخاص

ومع تزايد انتهاكات حرمة الحياة الخاصة في الآونة الأخيرة بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد سبقت الشريعة الإسلامية جميع القوانين والدساتير في تجريم هذا الأمر، حيث جاءت نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية تحمي هذه الحقوق، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى: وَ(لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ). ويعد الحق في الخصوصية من الحقوق اللصيقة بالإنسان، ولعل ظهور الإنترنت وثورة المعلومات أعطى هذا الحق زخماً خاصاً، ولاسيما بعد انتشار الانتهاكات والاعتداءات على حرمة حياة الناس الخاصة، بما يسمى هستيريا مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ لا يتوانى الناس كباراً وصغاراً عن وضع كثير من معلوماتهم الشخصية وصورهم ومقاطع فيديو خاصة بهم على شبكة التواصل الاجتماعي، ما يشكل خطراً لا يستهان به على حرمة حياة الناس الخاصة في مجال الجرائم المعلوماتية. وأنظمة الجرائم المعلوماتية (الإلكترونية) في المملكة العربية السعودية ودولة قطـر قامت بتوفير الحماية الجنائية بسن عقوبات لكل من يتعدى على هذه الحقوق في مجال شبكة الإنترنت، ويعد حق الإنسان في حرمة الحياة الخاصة في الجرائم المعلوماتية من أهم صورها، وهي ما سوف أتناوله في هذا الكتاب المتواضع.